وقــّــف ياسـطـى !!
بعد ما استنيت ساعة في الموقف لحد ما الميكروباص حمّل ، قولت اروح اشتري جرنال اتسلى فيه و انا مسافر ، فسبت شنطتي في الميكروباص و روحت لراجل بتاع جرايد جنب الموقف ، و لجل الحظ السواق افتكر ان لسة فيه مكان في الميكروباص و ركـّـب واحد مكاني ، و الناس اللي في الميكروباص كان منهم اللي نام و اللي بيقرا في جرناله و اللي بيحكي مع حد ، محدش فيهم قال للسواق ان فيه واحد مسكين ساب شنطته هنا و راح يشتري جرنال.
و طلع الميكروباص ، و انا كنت لسة واقف عند بتاع الجرايد ، و عمال اقلب في الجرايد عشان انقي جرنال كويس يكون فيه صور !! و لمحت بعيني من بعيد الميكروباص و هو طالع ، استنى ياسطى ، وقف ياسطى ، حاسب ياسطى ، ابوس ايدك دا الشنطة فيها حلة محشي و بطة محمرة ، استنى يا عم ، و لا حياة لمن تنادي ، الراجل واخد في وشه و طالع و مديها غرز في وسط الشارع و كأنه راكب فيسبا مش ميكروباص 14 راكب.!!
استحضرت جوايا روح نوال المتوكل في اوليمبياد لوس انجلوس ، و قررت اني لازم اخد بطولة الموقف في الجري عشان الحق الراجل ابن اللذين ده ، اللي شكله طمع في البطة ، و خدتها جري وسط الشارع و العربيات ، و الناس تتفرج ، و انا طاير على سرعة 60 كيلو متر في الساعة ، و خفت لا بتاع المرور ياخد نمرة الجذمة.!!
و بعد ساعة كان السواق وقف على جنب عشان ينزل واحد من الركاب ، و انا كنت وراه مش سايبه ، يا انا يا انت يا سواق الميكروباص ، على جثتي اسيب البطة ، و لما لقيت الميكروباص وقف قولت احمدك يارب ، لازم اصلي ركعتين شكر لله ، و انا في الركعة التانية لمحت الميكروباص و هو طالع تاني !! سلـّـمت بسرعة و دوّرت الجذمة و طلعت وراه ، استنى ياسطى ، وقف ياسطى ، و هو ولا معبّرني ، و انا كنت مخلـّـص بنزين تقريبا ، و المعدة عمال تتكتك عشان أموّن ، روحت مطلع علبة عصير ايزي موزو من جيبي و فاتحها و شاربها في بق واحد ، و طلّعت شوكولاتاية مورو و كلتها ، و روحت مدّي غيار على الرابع ، و طالع ورا الميكروباص ، وراك وراك و مش هسيبك ، لقيت ناس على جانبي الطريق بيشجعوني ، تقريبا افتكروا ان ده سباق سقــّـارة و ان انا المتسابق الوحيد في السباق ده !! و انا اقولهم نادوا على بتاع الميكروباص خلوه يقف ، و الاقي الناس بينادوا ، زوّد سرعة ياسطى ، البطل بتاعنا لازم يوصل الاوليمبياد !!
و بعد ساعة كمان لقيت الميكروباص وقف على جنب عشان ينزل راكب كمان ، قولت الحمد لله و بلاش اصلي ركعتين شكر دلوقتي ، ابقى اصليهم بعدين ، كملت جري لحد ما وصلت الميكروباص ، و وقفت قدام السواق و انا بنهج و بحاول اخد نفسي عشان ازعق بقى و اهزأ السواق اللي جراني وراه حوالي 200 كيلو !! و انا لسة هفتح بقي لمحت بعيني واحد من الركاب اللي ورا ماسك في ايده ورك بطة و صباع حشي و عمال ياكل فيهم باستمتع و مزاج ، انا شوفت المنظر ده و جالي صدمة ، و رجلي مابقتش شايلاني ، و فرّت الدمعة من عيني ، و نزل السواق ، فيه ايه يا استاذ ؟ مالك يا استاذ ؟ و انا بصوت مبحوح بقول لأااا ..!!
و سمع صرختي الراجل اللي بياكل البطة بتاعتي ، و راح واخد الشنطة طالع من الميكروباص جري ، يابن اللذين ، بقى انا فضلت ورا الميكروباص و ما سيبتوش هسيبك انت !! و طلعت ورا الراجل و انا دايس بنزين على الاخر و جيت قدامه و روحت عامل امريكاني ، و الدنيا اتملت دخان ، و ما بين الدخان ظهرت عينيا حمرا بتطق شرار ، الراجل شفني كدة و بدأ يترعش ، و بُـقــّـه اتفتح و عمال يوقع أكل من بقه ، الله يقرفك اقفل بقك ده ، و مشيت ناحية الراجل خطوة خطوة و انا سامع دقات قلبه بتقول ارحمني ، ابوس رجلك انا عندي عيال ، و لما وقفت قدامه بصيتله بصة وقعت الحلة من ايده على الارض ، انا سيبت الراجل و نزلت للحلة اللي وقعت و اتبعتر المحشي اللي فاضل فيها على الارض ، ومالقيتش فيها غير بقايا و اشلاء البطة المسكينة ، اللي كنت بمنّي نفسي و بحلم باللحظة اللي نبقى فيها لوحدنا !! و اقولها على اللي جوايا !!
و لما شوفت البطة بالمنظر ده بعد ما فرتكها الراجل منه لله ، قــمت و كلّي غيظ ، لكن لقيت الراجل فص ملح و داب صرخت و قلت لأااا ، و اغمى عليا من الصدمة .
و لما فتحت عيني لقيت امي بتصحيني ( قوم يا حبيبي الغدا جاهز ، إلحق المحشي و الفرخة قبل ما يبردوا
هههههههههه
....
..
.