حالة فنية خاصة.. تهوي التجديد وترفض أن تظل حبيسة لشخصية واحدة.. تمردت وسارعت لتغيير أسلوبها فأحدثت صدمة لدي البعض واجهت انتقادات لاذعة وبدبلوماسية قامت بالرد وغنت»ما بخاف«.
وبالفعل لم تشعر كارول سماحة بالخوف من الأخبار التي ترددت مؤخرا عن اعتناقها البوذية في السر، وأكدت أنها أصبحت تتوقع أي شائعة. عن تفاصيل كثيرة في حياتها الفنية والشخصية وعن سر تعاونها المستمر مع مروان خوري وعلاقتها بهيفاء وهبي وأحلام الكويتية.. كان هذا الحوار...
الفنان معرض دائما للشائعات والأقاويل الزائفة وفي الفترة الأخيرة كان لك نصيبا منها حيث اتهمك البعض بإعتناق البوذية سرا.. فكيف كان رد فعلك تجاه هذا الاتهام؟
مبدئيا أنا لا أحب الخوض أو التطرق بالحديث في أمور الدين لأني أري أنها علاقة خاصة بالانسان وربه ولا يجب أن يتم تناقلها علنا أو عبر وسائل الاعلام.
ولكني أؤكد أنها مجرد شائعة سخيفة لا أساس لها من الصحة فأنا انسانة مؤمنة بالله.. وقد تكون هي ضريبة الشهرة فأي فنان ناجح ومشهور تكثر من حوله الشائعات.
ولكن اختيارك لاسم »لاكارما« عنوانا لشركة الانتاج الخاصة بك آثار حفيظة البعض وأتاح الفرصة لانتشار هذه الشائعة حيث أن »لاكارما« اسم لأهم مبدأ في الديانات الهندوسية وخصوصا البوذية؟
أعلم جيدا معني هذا الاسم وأعلم أنه بالديانة البوذية يعني القدر ويعبر عن الأفعال التي يقوم بها الكائن الحي والعواقب الأخلاقية الناتجة عنها.. فالكارما هي قانون الثواب والعقاب المزروع في باطن الانسان ان عمل شيئا حسنا فالأعمال الحسنة ستلاحقه وان عمل شيئا سيئا فالأعمال السيئة ستلاحقه. واختياري له جاء من منطلق حبي لهذا الاسم ولم أقصد من خلاله أن أعلن عن أي شكل من أشكال الانتماء للديانة البوذية أو اعتناقها.
وهل فكرت في تغييره واختيار اسم آخر لاسكات الألسنة الناطقة بالباطل؟
ــ ولماذا أغيره.. فالكارما ليست ضد الدين وأنا لا أعتنقها.
إذن لننتقل بالحديث عن الفن .. ألبومك الجديد »حدودي السما« ضم عددا من الأغنيات اختصرت حالات عشق مختلفة تأرجحت ما بين الجنون والرومانسية والشوق والتحدي.. فهل وجدت صعوبة في ايجاد هذه التوليفة بأنماط موسيقية متنوعة؟
- هذا التنوع كان مقصودا فالانسان في يومه أو في حياته بوجه عام يمر بحالات مختلفة ما بين الفرح والغضب والحب والاشتياق وأردت أن اعبر عن هذه الحالات والتي تعني المرأة علي وجه الخصوص.. كما أن التنوع هو أسلوبي الذي انتهجه في جميع أعمالي فأنا أكره النمطية وأبحث دائما عن التنوع والأختلاف..
ولماذا اخترت »حدودي السما« عنوانا لألبومك؟
- لأني لا أحب العناوين السطحية وابحث دائما عن الغموض والتشويق لكي اثير فضول المستمع لمعرفة ما وراء هذا العنوان.. و»حدودي السما« هذه الاغنية تترجم شخصيتي ورؤيتي للحياة فأنا شخصية طموحة مثابرة أحب الحياة وامتلك نظرة تفاؤل للمستقبل وعندي القوة علي الاستمرار والابتكار.. أي ليس لأحلامي وطموحاتي حدود.
يعتبر مروان خوري عاملاً مشتركاً في جميع البوماتك فما سر هذا التعاون المستمر بينكما؟
- ليس سرا ولكنه انسجام موسيقي وفني فهناك كيميا بين ألحانه وبين صوتي واشعر عندما اغني من ألحانه بشيء يلمع ويضيء في صوتي وفي الأغاني.. وليس فقط فنيا فهناك انسجام علي الصعيد الفكري والانساني فنحن أصدقاء قبل العمل واعتبره بمثابة الأخ الروحي لي فما يربطنا ببعض شيء روحاني أعلي من الأرض والمادة.
ألا يمكن أن تتحول هذه العلاقة إلي حب كما اشيع؟
- ياااا.. اذا كان هناك مجال لهذا التحول لحدث منذ زمن فمعرفتي بمروان عمرها أكثر من سبع سنوات وهو بالفعل بمثابة أخ لي فهو عنده حياته الخاصة وأنا عندي حياتي.. وعلي فكرة لو كان هناك علاقة حب بيننا لفشلت هذه العلاقة.. »وبطلنا نكون أصدقاء«.
هل في اعتقادك أن الحب قد يفسد العلاقات الاخري ويؤثر عليها؟
- طبعا.. خاصة اذا كان الاثنان يعملان في مجال الفن فمن الصعب وقتها ان يستمر الحب وسيفتح المجال لخلافات ومشاكل نحن في غني عنها.. والصداقة عندي أهم من الحب لان الصداقة تعيش للأبد أما الحب فقد يفرق بين الأشخاص.
أغنية »مابخاف« اختيارك لها بكلماتها الموجه هل له مغزي معين؟
ــ في وقت من الأوقات واجهت هجوما ونقدا عنيفا من البعض ولأنني لست من النوع الذي يلوم ويعاتب فأردت أن أوجه رسالة بشكل مختلف.. فأنا انسانة حرة في التعبير عن رأيها انتقدوني كما شئتم وقولوا ما يحلو لكم فأنا أعي جيدا ما أفعله فلا يوجد ما يخجلني.. فكان هذا هدفي من الأغنية التي جاءت بمثابة الرسالة والرد علي كل الانتقادات السلبية التي واجهتها.
ولكن ما العلاقة بين هذه الرسالة وبين تناولك لفئات المجتمع بأبعاده الانسانية والاجتماعية والشخصية المختلفة كما شاهدنا بالكليب؟
- عندما تناقشت مع المخرج الفرنسي »تييري فيرن« حول فكرة الكليب اقترح أن نعمم الموضوع ونتناوله بشكل جماعي
لنعطي بعدا أعمق للكليب فالمجتمع كله يعيش في حالة خوف وترقب اعجبت جدا بالفكرة لذلك تناولنا فئات المجتمع المختلفة ونقلناها بصورة مصغرة ولكنها شاملة.. فجمع بين جنسيات وتقاليد وثقافات مختلفة حتي أننا مزجنا بين الرقص الشرقي والغربي وتناولنا من عندهم ميول جنسية مختلفة ووضعنا هذه النماذج لنجعل المجتمع كله يغني »مابخاف« فالكليب صرخة مجتمع ودعوة الي السلام وكسر الخوف واحترام حرية الآخر وخلع أي قناع يخفي الحقيقة التي تشبهنا.
ولكن المثليين نماذج غير مقبولة في المجتمع وقد يفهم تناولك لهم بشكل خاطيء؟
- هم نماذج موجودة أصلا في المجتمع ولم اخترعهم وتطرقي لهم ليس معناه انني اشجعهم أو أرفضهم فقد تناولت جميع النماذج بشكل حيادي جدا وما أردت قوله هو أن نعيش في سلام ونتقبل الآخر رغم اختلافه عنا ولنتصالح مع أنفسنا ونكف عن انتقاد أو ادانة أي شخص فكلنا لدينا اخطاء وعيوب ولا يوجد من هو كامل في الحياة.
التركيز في الألوان علي الأبيض والأسود هل هو دعوة لنبذ العنصرية أم له دلالة معينة؟
- مائة بالمائة صحيح.. فمن يعرفني عن قرب يعلم انني امتلك افكاراً كثيرة في هذا الاطار فأنا ضد العنصرية والطائفية وضد التعصب والتزمت الديني في أي دين فقد نشأت في بيت كان به انفتاح علي جميع الاديان وفي عائلتي زيجات من أديان مختلفة فهو فكر ورؤية للحياة بعيدة عن التزمت والتعقيد واتمني أن يفكر الناس بنفس الأسلوب.
والابيض والاسود أيضا له دلالة أخري فقد اردت من خلاله ان اعبر عن الصراع الدائم بين الخير والشر في المجتمع.
وفي بداية الكليب نري بعض الاشخاص يتهامزون ويشاورون علي البعض الآخر وقد صورنا هذه النماذج باللون الاسود فهم مجموعة ثرثارة همها انتقاد وادانة غيرهم فهم سبب الـ Negative energy أو الذبذبات السلبية التي قد تؤثر وتهدم من عزيمة الآخرين وفي نفس الوقت صورت الناس البسيطة باللون الابيض فهم لا يؤذون ولا يشغلون بالهم بأحد.
غنيت وقلت »مابخاف« ولكن الخوف هاجس قد يصيب أي انسان.. فهل عشت هذه الحالة من قبل؟
- ليس معني أنني غنيت ما بخاف فأنا شخصية لا تخاف.. اطلاقا فلا انكر انني أحيانا امر بحالة خوف وقلق ولكنها قصيرة جدا ولا اسمح لهذا الخوف أن يهبط من عزيمتي وشجاعتي فأنا استطيع أن اتغلب علي خوفي واتخطاه بعكس البعض الآخر فمن الممكن أن يكتفهم خوفهم ويجعلهم لا يتصرفون بشكل صحيح فيندمون بعد ذلك.
هناك مثل يقول »سلم من خاف« فهل تعتقدين بهذه المقولة؟
- لا.. أنا ضد هذا المثل.. أنا مع الحذر وهناك فرق بين الخوف والحذر فالانسان يجب أن يكون حذرا في قراراته وتصرفاته.. واذا وضعنا هذا الشعار أمامنا في الحياة فلن نتقدم فالخوف يحد من حركة الانسان.. لذلك أنا ضد هذه المقولة بالمطلق.
كليب »زعلني« واجه انتقادات لاذعة جعلت البعض يصنفك ضمن خانة مطربات الأغراء؟
- فعلا هو أكثر الكليبات التي هوجمت وقد يكون الوحيد.. وبصراحة لم انزعج من هذا الشيء بالعكس فأنا اعتبر هذا الكليب بمثابة نقلة فنية بحياتي فأصبح هناك عملية فصل في مسيرتي الغنائية.. فصل بين كارول البنت الكلاسيكية بنت المسرح الجادة الخجولة وكارول البنت التي تقدم البوب ميوزك والاغاني التجارية فأنا أريد أن اعيش من مهنتي ولنكن واقعيين أكثر فلا يعقل أن أقدم كليبات ناجحة بفكر معين واجلس في المنزل لأشاهد هذا النجاح.. وبهذا الكليب كسرت الصورة القديمة وقدمت صورة البنت العربية الحديثة التي تمتلك الصوت الجيد والشكل الجميل التي تشعر بالراحة مع نفسها ومع جسدها أمام الكاميرا دون خجل.. وصدقيني من بعد هذا الكليب وإلي اليوم »لا أهدأ من الحفلات« فالشغل
والطلب زاد يعني التغير كان في صالحي.
معني ذلك انك تعمدت اظهار انوثتك في الاغنية رغبة في البقاء والانتشار؟
- أنا فعلا قصدت اظهار أنوثتي ولكن وحتي لا أفهم بشكل خاطيء فأنا لم أقدم اثارة لكي تزداد الحفلات ولكنها رغبة في التغيير لتصبح صورتي تجارية أكثر بالفن التجاري الراقي وفي السابق كان التعليق من معظم الناس ان الكليبات جيدة وشكلي جميل ولكني في الحقيقة أجمل بكثير وقد سئمت من تكرار هذه الجملة لذلك طلبت من المخرج أن يساعدني في اظهار أنوثتي وصورتي الحقيقية.. صحيح أنا لست آية من الجمال ولكن أريد أن يراني الجمهور بشكلي الطبيعي.
ولكن الجمهور رفض هذا التغيير بل ولام عليك معتبرا انك كسرت الصورة الفنية التي عرفت بها؟
- جائز لانني لم اقدم عملا يوازي بين الصورتين بل اعتمدت التغيير دون أي تمهيد أو تحضير لتقبل الصورة الجديدة ولكن لم يكن هدفي صدمة الناس أنا أصلا صدمت من رد الفعل فقد فهم العمل بشكل خاطيء فعندما اشاهد الكليب اتساءل.. عن سبب هذا الهجوم فالفكرة كانت جديدة ابتعدت فيها عن نمط التمثيل والسيناريو في الكليبات حتي انني لم استعن »بمودل« كنت بمفردي وسط صحراء فقط ارتديت فستانا أحمر طويل.. يمكن لان الفستان مفتوح علي القدم ولم يكن يعلم أحد أن كارول جسمها ورجليها حلوين ثم سكتت لوهله وقالت.. أتدرين البعض قال لي لو انني ارتديت فستانا قصيرا لما اثير كل هذا الجدل ولكن لانه طويل وبه هذه الفتحة.. التي اثارت بعض الاقلام.. وغفلت عن الكليبات الاخري والتي بها الصدر البارز والظهر البارز.. أنا كل ما اردته هو اظهار أنوثتي وطولي بشكل غير مبتذل.. فأنا طويلة في الحقيقة فهل هو عيب!!
قدمت أغنية خليجية بعنوان »ذبحني« ما هي نسبة رضاك علي ادائك لها خاصة انك انتقدت نفسك من قبل في تقديم اللون الخليجي؟
- فعلا قدمت من قبل اغنية بعنوان »نزلت الستارة« ولم اكن راضية عنها بشكل كبير فالشخص الذي علمني اللهجة الخليجية وقتها علمني لفظ الكلمات بشكل خاطيء فانتقدت من البعض علي الرغم من انها أغنية ذات مستوي ولكنها لم تكن جماهيرية وقررت في حالة تكرار التجربة أن اتحري الدقة في الاختيار وفي الاداء لذلك قررت تقديم أغنية »ذبحني« ليس تحديا مني لأحد ولكن لاثبت لنفسي انه بامكاني تقديم أي لهجة وباحتراف والحمد لله حققت نجاحا كبيرا فقد نالت المراتب الأولي في عدد من الاستفتاءات علي القنوات الفضائية ومن بعدها أصبح عندي حفلات في الخليج وهو دليل علي نجاحها.
البعض شبه ادائك وأسلوبك في غناء هذه الاغنية بالمطربة الكويتية أحلام علي الرغم من عدم وجود تشابه في طبقات صوتكما؟
- يمكن لأن طريقة لفظي للكلمات اقتربت قليلا من طريقتها أو لانني تعاونت فيها مع الملحن ناصر الصالح وهناك تعاون كبير بينهما فجاءت الأغنية بنفس النكهة.. فنوع اللحن وطريقة اللفظ قد يكون هما السبب في اعطاء هذا الانطباع ولكن الجميع يعلم جيدا أن أصواتنا مختلفة ولكل منا أسلوبه الخاص .
هناك من حاول اقحام اسمك في دائرة الخلافات الاخيرة بينهما وتردد أن ناصر الصالح تعمد ذلك لأسباب تخدم مصالحه وتجعله يسجل موقفا ضد أحلام في محاولة منه لهز عرشها الغنائي؟
- لا أعلم اذا كان بينهما مشاكل أم لا.. ولكن لا اعتقد أن هذا الكلام صحيح فناصر الصالح فنان كبير وليس لديه الوقت الذي يضيعه في تلك الألاعيب.. فهي مجرد مهاترات ونوع من استفزاز البعض كما أن أحلام فنانة خليجية لها تاريخها بالخليج فلن أتي أنا بأغنية واحدة وألغي هذا التاريخ.
وما رأيك بصوتها؟
- أحبه جدا فهي من الاصوات الخليجية القوية.
وهل من الممكن أن يجمعكما دويتو غنائي؟
- ولما لا.. فكرة جيدة.
كارول إلي أي مدي أنت متابعة لتكنولوجيا الانترنت والفيس بوك؟
- متابعة بشكل كبير.. فالنت أصبح أحد متطلبات العصر.
وما رأيك في الحروب الالكترونية التي قد يشعلها الجمهور لصالح مطربين ضد آخرين علي النت والفيس بوك؟
- هو أمر طبيعي وليس باستطاعة أي فنان التحكم في هذه المسألة ومهما وضع من قواعد وقوانين ستظل الأمور خارج سيطرته.
علي أحد المواقع كان هناك اتهام لهيفاء وهبي بتقليد شخصيتك في مسرحية ذنوبيا التي قمت ببطولتها قبل سنوات وذلك من خلال أحدث كليباتها »انت تاني«؟
- البعض ربط بيننا لانهم شاهدوني من قبل بهذه الملابس في مسرحية زنوبيا عام ٧٠٠٢ مع الكاتب المسرحي منصور الرحباني فكنت ارتدي ثياب الحرب الذهبية مع السيف وانتشرت الصور وقتها ولا اعتقد أن التقليد منها مقصود ثم ان جميع الافكار تقريبا تم تنفيذها ومن الطبيعي أن نتأثر ببعض واذا هي ارتدت نفس الملابس لشخصية جسدتها من قبل فليس معناه أن تتهم بالتقليد.
وهل شاهدت الكليب؟
- نعم شاهدته واعجبت جدا به وبفكرته فقد غيرت من شخصيتها المعهودة..
العشق والتمرد صفتان متضادتان في الحب فأيهما يغلب عليك؟
- العشق.. صحيح انا قائد في عملي ولكن في الامور العاطفية فأنا تابع للحبيب فشخصيتي رومانسية جدا في الحقيقة واعشق وأذوب عندما أمر بحالة حب.
وهل تعيشين هذه الحالة؟
- في الوقت الحالي لا..
علي الرغم من الرومانسية الحالمة التي تتمتعين بها ولكنك مررت بعدة تجارب عاطفية غير موفقة؟
- اعتبره سوء حظ أوقعني مع أشخاص لم تتوافق شخصيتهم معي.. والبعض جاء في غير وقته.. فالحب المناسب يأتي في الوقت المناسب.
أخيرا.. هل من الممكن أن تضحي بالحب من أجل تحقيق ذاتك وطموحك؟
- فعلا حصل.. فتحقيق الذات لدي البعض أهم من الامور العاطفية وأنا كذلك.