تعبت جدا، لا يمكن أن أماري في ذلك. ولكن أيضا لا أبالغ، فعناية ما لا تزال تخجلني، وتجعل سدا بيني وبين قسوة العالم، تلك التي أتصورها.
كلما جف حلقي واستوحشت روحي وسقطت من الإعياء، كحصان حصدوا ركبتيه بمنجل، وقلتُ: الآن سأعرف! ينزل الندى وآنس وأرقد مطمئنا على أرض حانية.
بين شكي وإيماني، خجلي من أن يعاتبني الله: بدا لك ذلك مصادفة؟
قد تكون عناية أو هو الرضا، ترضيني حقا أشياء بسيطة في هذا العالم. ربما هي فرحتي الكبيرة بما كان لي: كل لحظة طيبة يجود بها قدري السمح تملأ أعماقي فرحا.
ربما هو امتناني العظيم للفتات اللطف والمحبة والود. لا أريد غيرها. ربما هو دفء القرب من كل هؤلاء المدهشين حولي، ممن مستهم بهجة الوجود وقلقه، فرقت قلوبهم وتخففوا من العالم قليلا. لا أريد غيرهم.
ربما كان زهدي في الكثير، أو هو هوسي الشبقيّ الجامح والعنيد بأهوائي القليلة، القليلة جدا، التي ترضيني.
متهاون أنا فيما يخص الحد بيني وبين الآخرين. ولكن عنايتي بي لا حد لها. تنهار أعصابي على الحد بين عنايتي بنفسي وعنايتي بمن أحببت. تعب جميل، لا أتخفف منه، ولا أريد لنفسي سوى ذلك.
لا أشعر بالذنب وأطلب الصفح. حد الحقيقة والحق بين الناس تصنعه الحرب، ولكن التلطف إحسان. والمودة تعطيك روحك عندما تبذلها.