زوجان حديثا الزواج يجلسان إلى مائدة الطعام.
تحضر الزوجة الطعام إلى الطاولة بسعادة و فخر.
هي لا تجيد الطهي، لكنها تحاول أن تصنع الطعام بنفسها.
تضع الأطباق على الطاولة، و هو جالس يترقــّب ما سيحدث.
رائحة الطعام تملأ المكان، و هي مزيج من الدخان و شئ آخر لا يستطيع أن يدركه، و لكنه بالتأكيد ليس جيداً.
تغرف الطعام و تضعه في الطبق أمامه.
يشعر أنه يريد أن يتقيأ.
الطعام هو شئ ذو ألوان غريبة، يشبه جورباً محروقا ً، أو فأراً مصعوقاً و مقلياً في الزيت !
يحاول أن يقاوم الإغماء و البكاء.
يبدأ بالسلطة، يجدها مالحة جداً.
يشرب القليل من الماء و يحاول أن يستجمع قواه.
" لماذا لا تأكل يا عزيزي؟ ألا يعجبك َ الطعام؟! ".
يحاول ألا يجرح مشاعرها.
" بلى يا عزيزتي، الطعام رائع، أنا فقط أستعد له! ".
يأخذ قطعة صغيرة بالملعقة، يوجهها نحو فمه بكف يرتجف ، و يضعها أخيراً في فمه و هو مغمض العينين.
يشعر بالاختناق، يحمرّ وجهه، و تدمع عيناه.
" هل أنت بخير يا عزيزي؟ ".
" بالتأكيد يا عزيزتي، إنها السعادة، فالطعام لذيذ و شهيّ جداً ".
" لقد نسيتُ التحلية في الفرن، سأذهب لكي أخرجها قبل أن تحترق ".
ينتهز هذه الفرصة و يفرغ محتويات الطبق في إصيص الزرع، و هو يعتذر للنبتة البريئة!
ترجع زوجته فتجده قد انتهى من طعامه و يمسح فمه.
" لقد انتهيت من طعامك يا عزيزي! ".
" أجل يا عزيزتي، لقد كان شهياً جداً، شكراً لكِ ".
يهمّ بالقيام.
" انتظر يا عزيزي، فلتأكل المزيد ".
" لا أستطيع يا عزيزتي، لقد امتلأتْ معدتي و شبعت ".
" لا يمكن، يجب أن تأكل المزيد، فأنت لا تأكل جيداً هذه الأيام، أم أن طعامي ليس جيداً كفاية؟! ".
و بعد إصرار، يجلس مجبرا، و يتناول باقي الطعام مُكرَهاً.
و كالعادة يذهب بعد الطعام إلى دورة المياة لكي يتقيأ !!