واصلت محكمة جنايات الجيزة جلساتها لإعادة محاكمة المتهم بقتل ابنة المطربة المغربية ليلي غفران وصديقتها، ويدعي محمود سيد عبد الحفيظ عيساوي (21 عاما - حداد) .. استمعت المحكمة بجلسة الأمس إلي شهادة عدد من شهود الإثبات في القضية، كما قدمت النيابة العامة إلي المحكمة إحراز القضية ومن بينها السكين المستخدم في ارتكاب الجريمة.
بدأت الجلسة بتقديم النيابة العامة نسخة طبق الأصل من الاسطوانة المدمجة (سي دي) التي تحتوي علي المعاينة التصويرية التي أجرتها النيابة بحضور المتهم في مرحلة التحقيقات، وقام خلالها المتهم عيساوي بتمثيل كيفية ارتكابه لجريمته، بدلا من الاسطوانة التي ضمتها الأحراز وتبين للمحكمة بالجلسة الماضية انها تالفة ولا تصلح للاستخدام، قامت المحكمة بفض الأحراز واستعراضها امام الحضور ، حيث تبين انها تحتوي علي السكين المستخدم في قتل الفتاتين هبة إبراهيم عقاد (ابنة ليلي غفران) وصديقتها نادين خالد جمال الدين، بجانب عتلة حديدية، والهاتف المحمول الخاص بنادين. وحضر للمرة الأولي زوج القتيلة هبة ابنة المطربة المغربية، حيث ادعي مدنيا بالتعويض أمام المحكمة ضد المتهم عيساوي، ووالدة زوجته - ليلي غفران - عما قررته الأخيرة بالجلسة الماضية وفي مرحلة التحقيقات من تورطه في جريمة مقتل ابنتها وصديقتها بطرق الاتفاق والتحريض والمساعدة، معتبرا أن اتهامات ليلي غفران له لا تعدو أن تكون سوي بلاغ كاذب ضده، مطالبا باستدعاء حارس أمن قرية الندي الذي رافقه صعودا إلي مسكن القتيلة نادين لنجدة زوجته هبة التي كانت تقيم معها.
كما قدم الدفاع إلي المحكمة وثيقة عقد زواجه من هبة عقاد، لافتا ان زواجهما كان زواجا رسميا صحيحا ولم يكن زواجا عرفيا.
واستمعت المحكمة إلي شهادة الطبيب أيمن قمر الطبيب الشرعي الذي باشر تشريح جثتي القتيلتين هبة ونادين، حيث أكد ان اصابة القتيلة هبة تم التدخل فيها جراحيا أثناء محاولة انقاذ حياتها. وأوضح - ردا علي سؤال دفاع المتهم حول مدي تأثير ما تلقته من طعنات ومواضعها علي قدرتها علي التحدث في هاتفها لطلب النجدة من زوجها علي عصام الدين، وتأثير الإصابات علي الكلام يتوقف علي مدي تعرضها لأعضاء ومراكز التحدث ، مشيرا إلي أن الاصابات الطعنية بمجملها تؤثر علي القدرة علي الكلام بحسب كمية النزيف الدموي الناتج عنها. وأشار إلي أن وفاة القتيلتين هبة ونادين كانت نتيجة الصدمة النزفية، موضحا ان نوعية الإصابات جاءت من جسم صلب، حاد، طرفه مدبب يماثل السكين المحرز. وأوضح أن طبيعة الجروح والإصابات التي تتواجد بجثتي القتيلتين عبارة عن جروح قطعية بالعنق موضعها موضع الذبح، وتستلزم قوة بدنية وضغط وحركة بالسكين لأكثر من مرة، لافتا إلي أن طبيعة المقاومة تختلف من شخص لآخر. من جهتها، قالت الدكتورة هبة الجبالي، الطبيبة الشرعية، انه وصلها 13 حرزا لمعاينتها وتحليلها، بخلاف دماء المتهم، موضحا ان الأحراز اشتملت علي مقلمات أظافر القتيلتين والسكين المستخدم وعتلة حديدية وبقايا شعر منتزع منهما، مشيرة إلي أن أظافر القتيلتين خلت من أية آثار أو بقايا تشير إلي المتهم. وأضافت أن القميص الداخلي الخاص بالمتهم عثر به علي آثار وبقع دماء تعود له، وأخري مختلطة تعود للضحيتين هبة ونادين، وأن تلك البقع تزداد درجة وضوحها من الخارج، وأن حجم تلك البقع يتراوح بين نصف سنتيمتر وسنتيمتر واحد فقط، مشيرة إلي أن عملها يقتصر علي فحص الأحراز ومحتوياتها فقط وتحليلها دون التطرق إلي كيفية حدوثها.
من جانبه، قال المقدم أمين محمد بالإدارة العامة للأدلة الجنائية أنه انتقل إلي الفيللا مسرح الجريمة، حيث وجد القتيلة نادين مسجاة علي وجهها وسط بركة من الدماء ومصابة بعدد من الطعنات النافذة، فيما كانت القتيلة هبة بأحد المستشفيات في محاولة لانقاذ حياتها، مشيرا إلي انه صحبه فريق من محققي الأدلة الجنائية وخبراء رفع البصمات والخبراء البيولوجيين.
وأضاف أن الفيللا كانت ملطخة باثار دماء أكثر ما تكون بين الغرفتين اللتين وقعت فيهما الجريمة، لافتا إلي أن عمله يقتصر علي وضع تصور لكيفية وقوع الجريمة ومحاولة تتبع خط سير الجاني. قررت المحكمة برئاسة المستشار محمد عبد الرحيم اسماعيل وعضوية المستشارين محمد كمال وصلاح عبد الرحمن وامانة سر سيد الوحش التأجيل لجلسة اليوم للانتقال لمسرح الجريمة (فيللا الندا ) لمعاينتها ونبهت المحكمة علي الدكتور ايمن قمر الطبيب بمصلحة الطب الشرعي والمقدم محمد سند الضابط بالأدلة الجنائية لمرافقة هيئة المحكمة اثناء المعاينة.
كما نبهت المحكمة علي ممثل النيابة تكليف مساعد وزير الداخلية مدير أمن ٦ أكتوبر بتعيين الحراسة اللازمة علي مكان الحادث وتعيين حراسة علي هيئة المحكمة.. واحضار المتهم من محبسه لحضور المعاينة وتستمع غدا لشهادة كل من علي عصام الدين زوج هبة وادهم علي صديق نادين وفرد الأمن اسامه محمود عبد الله.. مع استمرار حبس المتهم.