سباق سريع ومنافس بين العمال والمحافظين في بريطانيا لكسب ود الديمقراطيين الأحرار
يخوض حزبا العمال والمحافظين سباقا محموما لكسب ود حزب الديمقراطيين الأحرار الذي بات يمسك بميزان القوي بين الحزبين الاكبر في بريطانيا. وتقول وكالة الانباء الفرنسية أن الطرفين دخلا في مزايدة لا سابق لها علي امل تشكيل حكومة مع الديمقراطيين الاحرار. وزاد من حدة الصراع بينهما اعلان رئيس الوزراء العمالي جوردون براون أنه سيتنحي، الأمر الذي فسره المراقبون بأنه محاولة لعرقلة جهود حزب المحافظين التوصل لاتفاق علي تشكيل حكومة مع الديمقراطيين الاحرار. فقد قال نيك كليج زعيم الديمقراطيين الاحرارخلال الحملة الانتخابية انه لا يرغب في العمل مع براون لذا فان تنحي رئيس الوزراء قد يسهل الوصول لاتفاق مع حزب العمال. ورحب كليج الذي لا يخفي كراهيته لبراون بقرار التنحي معتبرا انه قد يشكل "عنصرا مهما" في المفاوضات من اجل ائتلاف حكومي، وقال "يمكن ان يكون ذلك عنصرا مهما في انتقال سلس نحو حكومة مستقرة." وأكد أمس في تصريحات نقلتها وكالة الاسوشيتدبرس أنه حريص علي ضرورة الاسراع للتوصل الي قرار بشأن اقتسام السلطة بشكل أو بآخر. وكان براون من جهته قد تعهد بتعديل القانون الانتخابي في مجلس العموم لادخال النسبية بدلا من الغالبية المطلقة التي حالت حتي الان دون حصول احزاب صغيرة مثل الديمقراطيين الاحرار. وفي ظل أجواء عدم الوصول الي اتفاق علي تشكيل الحكومة، هبط الجنيه الاسترليني والسندات الحكومية وسط قلق الاسواق من احتمال امتداد حالة عدم اليقين السياسي في بلد يعاني من عجز قياسي في الموازنة. ويشدد كليج ويؤيده في ذلك زعيم المحافظين ديفيد كاميرون علي ضرورة التقدم سريعا من أجل طمأنة الاسواق الامر الذي يبدو غير ممكن الآن. واعتبر كاميرون انه حان الوقت بالنسبة لحزب الديمقراطيين الاحرار لاتخاذ قرار في شان ائتلاف حكومي محتمل. وقال انه "قدم اقتراحا متكاملا، منفتحا جدا ومنطقيا جدا، الي الديمقراطيين الاحرار لتشكيل حكومة مستقرة". واضاف للصحافيين امام منزله في شمال لندن "آمل ان يتخذ (الديمقراطيون الاحرار) القرار الملائم الذي سيعطي لهذا البلد حكومة قوية ومستقرة يحتاج اليها في شكل ملح". وذكرت وكالة رويترز في تحليلها أمس، أن كليج يجد نفسه في موقف صعب. فهناك الكثير من الامور المشتركة بين حزبه وحزب العمال فيما يتعلق بالسياسات لكن الحزبين لن يتمكنا وحدهما من تحقيق أغلبية وسيكونان بحاجة لكسب تأييد أحزاب أصغر. ولكن تحالف الديمقراطيين الاحرار مع المحافظين يتيح كما يري المراقبون تشكيلا أكثر استقرارا في ظل وجود أغلبية قوية بالبرلمان. ولأن بريطانيا لا تألف المفاوضات علي تشكيل ائتلاف، فالمحادثات لا يمكن أن تمتد لاسابيع كما هو الحال في بعض الدول الاوروبية المجاورة. ومن المقرر أن يستأنف البرلمان جلساته في 18 مايو وأن تقدم الحكومة الجديدة برنامجها في 25 مايو. وقال اد بولز وهو من وزراء حكومة حزب العمال البريطاني ان المحادثات التي اجراها الحزب مع الديمقراطيين الاحرار بشأن تشكيل حكومة جديدة كانت "ايحابية وبناءة". وفي وقت سابق قال نواب من حزب الديمقراطيين الاحرار انهم يسعون للحصول علي ايضاح من مفاوضي الحزب بشأن تفاصيل اتفاق محتمل مع المحافظين. وقال مفاوضون من المحافظين والديمقراطيين الاحرار انهم حققوا تقدما في المحادثات للتوصل الي اتفاق بشأن اقتسام السلطة رغم ان اخرين دعوا الي توخي الحرص بشأن سرعة التوصل الي اتفاق. وصرح ديفيد لوس النائب عن حزب الديمقراطيين الاحرار أنه "رغم اننا مدركون جدا للحاجة لاتخاذ تلك القرارات بسرعة الا أننا ايضا نريد أن نتأكد اننا نقوم بهذه الامور علي نحو صحيح."